إن ما يميّز نجيب محفوظ في جميع أعماله، قدرته على تصوير المجتمع المصري، والحارة المصرية، بتفاصيلها، وأغنياتها الشعبية، وموروثاتها الاجتماعية والثقافية، لا يُغيّب شيئًا من الواقع إلا ويمزجه بالسرد التخيلي، لتتصوّر بعينيك -وإن كانت في آخر الآرض- الحياةَ في مصر، حد أن يفحّ صدرك من دخان "الجوزة". وهذه إحدى صور القوة الناعمة للأدب، حين تتصوّر مجتمعًا وأمكنةً وحكايا في أعمال روائية.